أغني أغنياء الأرض مانسا موسى | من هو مانسا موسى ؟

تقول رواية إن الثروة التي جمعها مانسا موسى الأول، أشهر زعماء إمبراطورية مالي مطلع القرن الرابع عشر، تخطف الأضواء من جميع أثرياء العالم المعاصرين الكبار.(1) حاجي كانجا مانسا موسى (توفي عام 1337م) أعظم زعماء امبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء أفريقيا والإسلام في القرون الوسطى. خلف السلطان أبو بكر الثاني عام 1312م. كان عالما ورعا إلى جانب حنكته السياسية. في عهده ازدهرت جامعة سانكوري كمركز للعلم في أفريقيا. وسع دولته لتضم مناجم الذهب في غينيا بالجنوب. في عهده صارت عاصمته تمبكتو محط القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال. وضع الكشافة الإسبان صورتة ممسكا بالذهب في قلب أفريقيا على الخريطة في الأطلس الكتالوني.(2)

صعوبة تقدير ثروة مانسا موسى | ماهي ثروة مانسا موسى ؟

وعلى الرغم من صعوبة تقدير ثروة حاكم إمبراطورية مالي، إلا أن بعض الخبراء توصلوا إلى أن مانسا موسى جمع ثروة تساوي حاليا 400 مليار دولار، ما يجعله الأكثر غنى في التاريخ. هذه الإمبراطوية المنسية، امتدت إلى ما يعرف بغينيا حاليا وموريتانيا والسنغال والنيجر، وسمح موقعها الاستراتيجي حينها لحكامها، بجمع أموال طائلة من مرور القوافل وإعادة تصدير السكر والتوابل والذهب والعاج إلى المناطق الأوروبية والعربية.جرى ذلك في وقت كانت أوروبا تعيش في قرونها الوسطى المظلمة، حيث سادت الحروب الأهلية، وانتشرت الأوبئة.

صعود مانسا موسى الى العرش | متي تولي مانسا موسي العرش ؟

اعتلى موسى الأول عرش مالي في عام 1312 أو عام 1307، وفق رواية أخرى، وحصل على لقب مانسا، والذي يعني “الحاكم الأعلى”. وقيل إن الرحالة والدبلوماسيين الذين زاروا مالي في تلك الأيام انبهروا بثروة عاصمتها تمبكتو، المدينة الرائعة التي شيد فيها موسى العديد من المساجد الفخمة، فيما تغلفت أسطح قصر الحاكم بالذهب الخالص.

مانسا موسى وتدمير الاقتصاد عالميا

تروى قصص خيالية عن رحلة موسى الأول للحج في عام 1324، ويقال في هذا الشأن إن اقتصادات المناطق التي مرت بها قافلته الضخمة على مسافة 6500 كيلو متر قد تدمرت القصة هي أنه قد حج لمكة عام 1324م. عبر القاهرة. واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة. وقد انخفض سعر الذهب بالعالم اثر رحلة الحج تلك لكثرة ما وزع من ذهب على طول الرحلة. اقتصاد العالم أجمع دخل في حالة تضخم سريع (ارتفاع أسعار) لعشرين سنة تالية بسبب ذهب تلك الرحلة. ويروي المؤرخ العمري أن مانسا موسى اضطر للاقتراض في نهاية رحلة حجه لنفاذ الذهب الذي أحضره معه. وفي هذه السنة أصبحت العاصمة تمبكتو بجنوب غرب نهر النيجر مركز تجارة الذهب وتعليم الإسلام.

ماذا يعني لقب المانسا ؟

المانسا، كلمة بلغة الماندينكا وتعنى ملك الملوك، وكانت تستعمل بالتحديد لأسرة كيتا والتي كانت تحكم امبراطورية مالي التي حكمت معظم اجزاء غرب أفريقيا من القرن الثالث عشر إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وكانت قوة المانسا تكمن في حقهم في التحكم بتجارة الذهب في هذا الجزء من العالم و كان مانسا سوندياتا هو أول اميراطور حصل على لقب المانسا، والذي استمر من بعده لحكام امبراطورية مالي منذ القرن الخامس عشر الميلادي، ومن أشهر من حمل لقب المانسا المانسا والى كيتا والحاكم القوى المانسا موسى والذي بعد أن قام بفريضة الحج أعطى لحكمه بعدا آخر، وتعد بوابة معرفة العالم على هذه الامبراطورية هي بوابه تونس حيث المؤرخ العظيم ابن خلدون وكتابه تاريخ البربر.

اختلاف الروايات حول مانسا موسى

وأوضح أن «الروايات اختلفت في حجم موكبه، حيث قال ابن الوردي صحبه أكثر من 10 آلاف شخص»، أما ابن كثير فقال: «جمع ما بين الركب المغربي والسوداني، فوصل العدد إلى 20 ألفاً، أما ابن خلدون فقدرهم بـ12 ألفاً، كما اختلفوا حول حجم ما حمله ووزعه من ذهب.(3)

فابن خلدون وابن حجر قالا إنه أعد لذلك 100 حمل من الذهب، كلّ حمل ثلاثة قناطير، ومن المؤرخين من قال إنه كان معه حمل 40 بغلة من الذهب، لكن الجميع اتفق على أنه حمل ووزع الذهب على الفقراء، إلى الحد الذي وصل بالمؤرخ إسماعيل العربي إلى القول في كتابه (الصحراء الكبرى وشواطئها) إن سعر الذهب انخفض 12 عاماً متواصلة بعد رحلته.

كما أن المؤرخ شهاب الدين العمري قال إن الأمر انتهى به إلى الإفلاس، وإلى الاقتراض للعودة من مكة». وقال مؤرخون إن موسى أحضر لدى عودته من الحج عشرات الكتب العلمية، التي أسهمت في النهضة العلمية لمالي، كما أحضر مهندساً معمارياً بنى مدينة تمبكتو، ومسجد جاوه، وجامعة سانكور.

وكان موقع Celebrity Net Worth website قد نشر قائمة «أغنى 25 شخصية عبر التاريخ» عام 2012، جاء فيها أن «حاجي مانسا موسى ملك إمبراطورية مالي، التي كانت تشمل حينها غانا، أغنى أغنياء البشرية على مر العصور، إذ بلغت ثروته ما يعادل 400 مليار دولار أميركي بعملة اليوم». وقد تقدم موسى، بحسب هذه القائمة، بذلك على عائلة روتشيلد اليهودية، التي برز ثراؤها منذ القرن الـ18 من خلال العمل في المجال المصرفي، والتي قيمت ثروتها بحسب القائمة بـ350 مليار دولار، موزعة على أفراد العائلة في مختلف أنحاء العالم، وعلى جون روكفيلر (1839 -1937) ثالث أغنى رجل في تاريخ البشرية، بثروة قدرها 340 مليار دولار، فيما احتل الثري الأميركي الإسكتلندي الأصل، آندرو كارنيغي (1835 -1919) في القائمة ذاتها المرتبة الرابعة، بثروة قدّرها الموقع بالتقييم الحالي بـ310 مليارات دولار.

مانسا موسى والتعمير و البناء في مالي.

شرع موسى في برنامج بناء كبير ، حيث أقام المساجد والمدارس الدينية في تمبكتو وغاو. وعلى وجه الخصوص ، تم بناء المركز القديم لتعليم مدرسة سانكور (أو جامعة سانكور) خلال فترة حكمه. في نياني ، بنى موسى قاعة الجمهور ، وهي مبنى يتصل من خلال باب داخلي للقصر الملكي. كان “نصبا تذكاريا رائعا” تعلوه قبة ومزين بأرابيسك بألوان أخاذة. كانت إطارات النوافذ الخشبية للطابق العلوي مطلية برقائق الفضة ؛ تلك من الطابق السفلي بالذهب. مثل المسجد الكبير ، وهو مبنى معاصر وفخم في تمبكتو ، تم بناء القاعة من الحجر المقطوع. خلال هذه الفترة ، كان هناك مستوى متقدم من المعيشة الحضرية في المراكز الرئيسية في مالي. كتب سيرجيو دوميان ، الباحث الإيطالي في الفن والعمارة ، عن هذه الفترة: “وهكذا تم وضع أساس الحضارة الحضرية. وفي أوج قوتها ، كانت مالي تضم ما لا يقل عن 400 مدينة ، وكان الجزء الداخلي من دلتا النيجر شديدًا. مكتظة بالسكان “.

الاقتصاد والتعليم في عهد مانسا موسى

يُسجل أن مانسا موسى سافر عبر مدينتي تمبكتو وغاو في طريقه إلى مكة ، وجعلهما جزءًا من إمبراطوريته عندما عاد حوالي عام 1325. أحضر مهندسين معماريين من الأندلس ، وهي منطقة في إسبانيا ، والقاهرة لبناء بلده. القصر الكبير في تمبكتو ومسجد Djinguereber الكبير الذي لا يزال قائماً حتى اليوم. سرعان ما أصبحت تمبكتو مركز التجارة والثقافة والإسلام. جلبت الأسواق التجار من Hausaland ، مصر ، وممالك أفريقية أخرى ، تأسست جامعة في المدينة (وكذلك في مدينتي دجيني وسيغو في مالي) ، وانتشر الإسلام في الأسواق والجامعة ، مما جعل تمبكتو منطقة جديدة للعلم الإسلامي. حتى أن أخبار مدينة ثروة الإمبراطورية المالية انتشرت عبر البحر الأبيض المتوسط إلى جنوب أوروبا ، حيث سرعان ما أضاف التجار من البندقية وغرناطة وجنوة تمبكتو إلى خرائطهم لتداول السلع المصنعة مقابل الذهب. تم إعادة موظفين جامعة سانكور في تمبكتو في عهد موسى بالفقهاء وعلماء الفلك وعلماء الرياضيات. أصبحت الجامعة مركزًا للتعلم والثقافة ، وجذبت العلماء المسلمين من جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط إلى تمبكتو. في عام 1330 ، غزت مملكة موسي واحتلت مدينة تمبكتو. كان الجنرال موسى قد استولى بالفعل على جاو ، وسرعان ما استعاد موسى تمبكتو ، وبنى حصنًا حجريًا ، ووضع جيشًا ثابتًا لحماية المدينة من الغزاة المستقبليين.

موت مانسا موسى

تاريخ وفاة مانسا موسى غير مؤكد. باستخدام أطوال الحكم التي ذكرها ابن خلدون لحساب العودة من وفاة مانسا سليمان عام 1360 ، مات موسى عام 1332. ومع ذلك ، أفاد ابن خلدون أيضًا أن موسى أرسل مبعوثًا لتهنئة أبو الحسن علي بفتحه تلمسان ، والذي حدث في مايو 1337 ، ولكن بحلول الوقت الذي أرسل فيه أبو الحسن مبعوثًا ، مات موسى وسليمان. كان على العرش ، مما يوحي بأن موسى مات عام 1337. في المقابل ، كتب العمري بعد اثني عشر عامًا من حج موسى ، حوالي عام 1337 ، زعم أن موسى عاد إلى مالي ينوي التنازل عن العرش والعودة للعيش في مكة لكنه توفي قبل أن يتمكن من ذلك ، مما يشير إلى وفاته. حتى قبل 1332. من المحتمل أن يكون مغن نجل موسى هو من هنأ أبو الحسن ، أو مغان الذي استقبل مبعوث أبي الحسن بعد وفاة موسى. ويؤيد الاحتمال الأخير من خلال استدعاء ابن خلدون لابن سليمان موسى في تلك الفقرة ، مما يشير إلى أنه ربما يكون قد خلط بين شقيق موسى سليمان ومغن ابن موسى. وبدلاً من ذلك ، من الممكن أن حكم ابن خلدون الذي امتد لأربع سنوات يشير إلى ماغان في الواقع إلى حكمه في مالي بينما كان موسى بعيدًا في الحج ، ولم يحكم إلا لفترة وجيزة في حد ذاته. اعتبر نحميا ليفتسيون أن عام 1337 هو التاريخ الأكثر ترجيحًا ،والذي تم قبوله من قبل علماء آخرين.

ميراث مانسا موسي

يُنظر إلى عهد موسى عمومًا على أنه العصر الذهبي لمالي ، ولكن هذا التصور قد يكون نتيجة لعهده باعتباره أفضل ما سجلته المصادر العربية ، بدلاً من كونه بالضرورة أغنى وأقوى مانسا في مالي كانت أراضي إمبراطورية مالي في أوجها في عهدي موسى وأخيه سليمان ، وغطت منطقة السودان والساحل في غرب إفريقيا. أصبح اسم “موسى” مرادفًا تقريبًا للحج في تقليد ماندي ، مثل الشخصيات الأخرى التي يُذكر أنها تذهب للحج ، مثل فاكولي ، يُطلق عليها أيضًا اسم موسى.

ثروة مانسا موسى

يشتهر مانسا موسى بثروته وكرمه. زعمت المقالات على الإنترنت في القرن الحادي والعشرين أن مانسا موسى كان أغنى شخص في كل العصور. غالبًا ما يُنسب هذا الادعاء إلى مقال في CelebrityNetWorth ، يدعي أن ثروة موسى تعادل 400 مليار دولار أمريكي. تم انتقاد CelebrityNetWorth لعدم موثوقية تقديراتها. جادل المؤرخون مثل هادريان كوليت بأن ثروة موسى من المستحيل حسابها بدقة. ربما كانت المصادر العربية المعاصرة تحاول التعبير عن امتلاك موسى ذهبًا أكثر مما اعتقدت أنه ممكن ، بدلاً من محاولة إعطاء رقم دقيق. علاوة على ذلك ، من الصعب إجراء مقارنة ذات مغزى لثروة الشخصيات التاريخية مثل مانسا موسى ، بسبب صعوبة فصل الثروة الشخصية للملك عن ثروة الدولة وصعوبة مقارنة الثروة في مجتمعات شديدة الاختلاف. ربما أحضر موسى ما يصل إلى 18 طنًا من الذهب في الحج ، تساوي القيمة أكثر من 957 مليون دولار أمريكي في عام 2022. قام موسى نفسه بتعزيز مظهر امتلاك ثروة هائلة لا تنضب من خلال نشر شائعات بأن الذهب نما كنبات في مملكته. وفقًا لبعض الكتاب العرب ، تسبب تبرع موسى في انخفاض قيمة الذهب في مصر. قال العمري إن مثقال الذهب قبل وصول موسى كان يساوي 25 درهماً من الفضة ، لكنه انخفض إلى أقل من 22 درهماً بعد ذلك ولم يتجاوز هذا الرقم لمدة اثني عشر عاماً على الأقل. على الرغم من وصف هذا بأنه “دمر” الاقتصاد المصري ، فان المؤرخ وارين شولتز جادل بأن هذا كان ضمن التقلبات العادية في قيمة الذهب في مصر المملوكية. لم تأت ثروة إمبراطورية مالي من السيطرة المباشرة على مناطق إنتاج الذهب ، بل من التجارة والإعانات. من المحتمل أن الذهب الذي أحضره موسى للحج كان يمثل سنوات من التكريم المتراكم الذي كان موسى يقضي معظم فترة حكمه المبكرة في تجميعه . مصدر آخر للدخل لمالي في عهد موسى كان فرض الضرائب على تجارة النحاس.

شخصية مانسا موسى | ووصفه في الثقافة الشعبية

أشاد الكتاب العرب ، مثل ابن بطوطة وعبد الله بن أسد اليافعي ، بكرم موسى وفضيلته وذكائه. قال ابن خلدون أنه “كان رجلاً مستقيماً وملكاً عظيماً ، وما زالت حكايات عداله تُروى”.
في الثقافة الشعبية
تم تصوير مانسا موسى في سلسلة ألعاب الفيديو 4X Civilization: Civilization IV و the Civilization VI توسع الحضارة VI: Gathering Storm. في كلتا المباراتين ، كان قائد فصيل مالي يمكن اللعب به.
تم تصوير مانسا موسى في حلقة “Jeff Bezos vs. Mansa Musa” من سلسلة Epic Rap Battles of History على YouTube ، حيث لعب دوره مغني الراب Scru Face Jean. يتضمن الألبوم الثالث لمغني الراب الأمريكي أندرسون باك ، أوكسنارد ، مقطوعة بعنوان “مانسا موسى”.