علوم و أديان

ماهي تعريفات العلاقة الحميمة ؟ | النكاح | الجسد الواحد | المصير المشؤوم

تعريف الجنس في الديانات الثلاثة

رغم أن مساحة العفو في الإسلام شاسعة، لأن الأصل في التشريع الإباحة ومن يريد التضييق يحتاج إلى دليل وليس العكس، فممارسة الجنس مؤطرة بمصطلحين كبيرين متقابلين يرسمان حدود الفعل الجنسي، هما النكاح والزنا المتكرران بشكل لافت في النصوص القرآنية.
في الإسلام والمسيحية واليهودية، يحمل الجنس أهمية وأنظمة دينية متميزة. تعتبر العلاقات الجنسية في الإسلام عنصرًا حيويًا في الزواج، فهي تعزز العلاقة الحميمة والرفقة بين الزوجين. يعارض الإيمان بشدة ممارسة الجنس قبل الزواج ويدين الزنا، مع التركيز على التواضع والخصوصية في الأمور الجنسية. تنظر المسيحية إلى الجنس على أنه هدية إلهية مخصصة للمتزوجين للتعبير عن الحب والوحدة، وغالبًا ما يُعتبر الجنس قبل الزواج والزنا خطيئة، على الرغم من اختلاف التفسيرات بين الطوائف. وبالمثل، في اليهودية، يتم الاحتفال بالجنس في إطار الزواج كوسيلة لتحقيق وصية الإنجاب وتعزيز الرابطة الزوجية. لا يتم تشجيع ممارسة الجنس قبل الزواج، ويُدان الزنا. تسلط هذه المواقف الدينية بشأن الجنس الضوء على التفاعل المعقد بين الإيمان والأخلاق والعلاقات الإنسانية مع الاعتراف بتنوع المعتقدات داخل كل دين.

الجنس في الاسلام | ماهي تعريفات الجنس في الاسلام ؟

النكاح

يطلق بمعنيين فهو حقيقة العملية الجنسية وعينها، وهو أيضا المؤسسة أي الزواج، وهو عند العرب إجمالا كل عملية جنسية تتم في إطار مؤسسة الزواج. يقول صاحب لسان العرب:نَكَحَ فلان امرأَة يَنْكِحُها نِكاحاً إِذا تَزوجها. ونَكَحَها يَنْكِحُها: باضعها أَيضاً، وقال الأَعشى في نَكَحَ بمعنى تزوج، وقال الأَزهري: وقوله عز وجل: الزاني لا ينكح إلا زانية أَو مشركة والزانية لا ينكحها إِلا زانٍ أَو مشرك؛ تأْويله لا يتزوج الزاني إِلا زانية.

الزنا

 العهر والفجر وهو كل فعل جنسي كامل خارج الشرع, وخارج مؤسسة الزواج.

البغاء

﴿ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ [النور:33] . البغاء يقصد به ممارسة الجنس بمقابل مادي وقد كان معروفا قبل الإسلام فأبطله بشكل تدريجي راعى فيه الظروف الاجتماعية المحيطة.

المخادنة

وهي الممارسة الجنسية السرية مع وجود عشيق واحد فقط، وروى فخر الدين الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب وابن عادل الحنبلي في تفسيره اللباب في علوم الكتاب أن العرب لا تسمي المخادنة زنا.

المسافحة

 وهي الممارسة الجنسية المتعددة ، ويقصد بها تعدد الشركاء والممارسة ونصت كثير من التفاسير على أن العرب قبل الإسلام لا يعتبرون المخادنة عيبا، بل هي أمر مقبول، بينما تعتبر المسافحة خطأ وأمرا محرما.

الجنس في المسيحية

ان المتعة الجنسية هبة من الله للمتزوجين.‏ فالله خلق البشر «ذكرا وأنثى» ورأى ان ما خلقه «حسن جدا».‏ (‏تكوين ١:‏​٢٧،‏ ٣١‏)‏ وحين عقد أول قِران،‏ قال ان الزوجين «يصيران جسدا واحدا».‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ وشملت هذه العلاقة ان يتمتعا بالجنس وأن يجمع بينهما رباط عاطفي حميم.‏
يصف الكتاب المقدس المتعة التي يحصل عليها الرجل من العلاقة الزوجية،‏ قائلا:‏ «افرح بامرأة شبابك .‏ .‏ .‏ ليُسكرك ثدياها في كل وقت،‏ ولتأخذك من محبتها نشوة الفرح كل حين».‏ (‏امثال ٥:‏​١٨،‏ ١٩‏)‏ كما انه يعترف بحق الزوجة ان تتمتع بالجنس.‏ فهو يقول:‏ «ليؤدِّ الزوج لزوجته حقها [الجنسي] الواجب».‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣‏.‏
قصَر الله العلاقات الجنسية على المتزوجين فقط.‏ تقول العبرانيين ١٣:‏٤‏:‏ «ليكن الزواج مكرَّما عند الجميع،‏ والفراش الزوجي بلا دنس،‏ لأن الله سيدين العاهرين والزناة».‏ فعلى الزوجين ان يحافظا على الامانة والالتزام واحدهما تجاه الآخر‏.‏ من جهة اخرى،‏ ان اعظم فرح في الزواج لا يتأتى عن إشباع الفرد رغباته الشخصية بأنانية،‏ بل عن تطبيق المبدإ المذكور في الكتاب المقدس:‏ «السعادة في العطاء اكثر منها في الاخذ».‏ —‏ اعمال ٢٠:‏٣٥‏.‏

الجنس في اليهودية

“ممارسة الجنس في الشريعة اليهودية”، بل مجرد قواعد في مراحل مختلفة من التاريخ، وهي تتداخل في أحيان كثيرة، لكنها تتناقض في ما بينها في أحيان أخرى.
يخضع الجنس، مثله مثل أي شيء في الحياة اليهودية، للشريعة اليهودية. لكن القوانين التي تحكم ممارسة الجنس في الكتاب المقدس ليست كما فسرها الحاخامات في التلمود -المصدر الرئيسي للقانون اليهودي- وتلك الأخيرة لا تشبه القانون اليهودي المكتوب في مخطوطات العصور الوسطى.
ومثل القانون اليهودي، تطورت القواعد والعقليات اليهودية المتعلقة بالجنس بمرور الوقت واختلفت من مكان إلى مكان ومن وقت إلى آخر. ومثل الكثير من جوانب الحياة اليهودية الأخرى، صار الجنس خاضعاً لضوابط، لكن ذلك لا يعني أن السلطات الحاخامية المختلفة، اتفقت على أي شيء على مر العصور. ما يعني بدوره أنه ليس بوسعنا التحدث عن “ممارسة الجنس في الشريعة اليهودية”، بل مجرد قواعد في مراحل مختلفة من التاريخ، وهي تتداخل في أحيان كثيرة، لكنها تتناقض في ما بينها في أحيان أخرى.

 تضارب بشأن ممارسة البغاء في اليهودية

 تختلف الكثير من قواعد الإنجيل العبراني (التوراة) المتعلقة بالجنس بشدة عن الذوق الغربي الحديث. إذ لم تظهر في التوراة أيّ توقعات بالزواج الأحادي، وخاصة بالنسبة إلى الرجال. 
لا تُحرّم التوارة ممارسة الجنس مع “البغايا”، وعندما يُذكر أن شخصيات توراتية مارست الجنس مع بغي، لا ينتقدهم الكتاب المقدس على ذلك: يهوذا على سبيل المثال، أبو اليهود والذي سُميّ الدين اليهودي باسمه، يمارس الجنس مع امرأة يظن أنها بائعة هوى، ثم يتضح أنها تامار أرملة ابنه المتوفى، وذلك في سفر التكوين 38.
إلا أن هذه الموافقة الظاهرة على ممارسة الجنس خارج إطار الزواج مقتصرة على الرجال. نقرأ في “سفر التثنية 22″، أنه إذا مارس الرجل الجنس مع العروس وشك في أنها لم تكن عذراء، ولم تستطع عائلتها إثبات العكس (بتقديم غطاء سرير مُلطخ بالدماء من ليلة العرس)، تُرجم هذه العروس حتى الموت على باب منزل والدها. وينص الفصل نفسه على أن المغتصِب يعوض والد الضحية بخمسين شيكلاً من الفضة ليتزوجها ولا يحق له تطليقها أبداً. 
هناك رأي مشابه آخر متحيّز جنسياً يمتد إلى ممارسة البغاء. إذ بينما تبدو ممارسة الجنس مع بائعة هوى أمراً تتسامح في الشريعة التوراتية، إلا أن إجبار الأب ابنته على العمل في البغاء أمر مُحرم تماماً (سفر اللاويين 19:29)، وابنة الراهب التي تعمل في البغاء يُلقى بها في النار لأنها “تدنس أباها” (سفر اللاويين 21:9).

الجنس كم مرة في الأسبوع؟

فرض بيت شماي أن تكون ممارسة الجنس مرة واحدة على الأقل كل أسبوعين، بينما اختار بيت هليل أن تكون مرة أسبوعياً. ثم يناقض كتاب المشناه نفسه، قائلاً إن بإمكان الرجل الذي يدرس التوراة أن يمتنع عن ممارسة الجنس مع زوجته 30 يوماً، بينما لا يترك العامل اليدوي زوجته غير راضية أكثر من أسبوع واحد في حال كان عمله في مكان بعيد.
بالنسبة إلى المعاصرين، قد يبدو الفارق بين سائق الحمير وسائق الجمال غريباً. كالفارق بين شاحنة صغيرة ومقطورة. لكن الاختلاف هو أن الحمير كانت تُستخدم لنقل البضائع والأشخاص لمسافاتٍ صغيرة، فيما الجمال كانت تنقلهم مسافات طويلة. أوصت السلطات اليهودية في العصور الوسطى (مثل موسى بن ميمون/ ميمونيديس) أن يمارس الرجال الجنس مع زوجاتهم مرة كل أسبوع، يوم السبت.

الخطيئة والمَصير المشؤوم في اليهودية

في أواخر القرن الثالث، كان من تعاليم الحكيم البابليّ الحاخام يوسف أنه تجب ممارسة الجنس عُراة، من دون ملابس. قال مفصّلاً، إن تلامس الجلد بالجلد ضروريٌ لإمتاع الزوجة كما ينبغي (كِتُبَه 48ب) «اتفاق ما قبل الزواج بالتلمود»، شارحاً أن الفُرس في زمانهم لم يتعرّوا خلال ممارسة الجنس. 
بالتأكيد استمر تطبيق قوانين نيدا -وهي أن شريعة التوراة تحظر ممارسة الجنس مع المرأة الحائض- في زمن الحاخامات، الذين تكلموا عنها بمزيدٍ من التفصيل، من خلال إعطائنا القواعد التي يمارسها اليهود المتدينون حتى يومنا هذا، وهي أن المرأة تُعتبر نجسة شعائرياً بمجرد أن يظهر دم الحيض وحتى سبعة “أيام طهارة” أخرى، إلى أن تُطهِّر نفسها في “مِيكفاه” (حوض اغتسال مملوء بالماء من أجل الطهارة)، أيّ تقوم باغتسال دينيّ.

رؤية حاخامات اليهود للجنس

ورُوي في التلمود أن الحاخام يوشنان بن دحافايYohanan ben Dehavai، زعم أن “الملائكة الخادمين” أخبروه أن بعض الناس يولد عرجاً، “لأن آباءهم قلبوا طاولاتهم” (في تلميح إمّا إلى عدم ممارسة الجنس في الوضعية العلوية أو ممارسة الجنس الشرجي)، ويولد آخرون بُكماً، “لأن آباءهم قبَّلوا ذلك الجزء من العورة” (أيّ ممارسة لَعْق الفَرْج)، ويولد آخرون صمّاً، “لأن والديهم تحدثوا خلال الجماع”، ويولد البعض عمياً، “لأن أباءهم أطالوا التحديق في ذلك المكان” (التلمود البابلي: نيداريم 20أ).
سادت وجهة نظر موسى بن ميمون في النهاية، وحظَر تقريباً جميعُ الحاخامات الأرثوذكس اليوم اتخاذَ محظيّات وإقامةَ علاقاتٍ جنسيّة مع النساء غير المتزوجات؛ ومن المثير للاهتمام على رغم ذلك، أن هناك حاخاماً ألمانيّاً مؤثراً -هو الحاخام جيكوب إمدن- نادَى في القرن الثامن عشر بأن يُعاد إحياء التسرّي للسماح بالمعاشرة بين القرناء غير المتزوجين؛ وارتأى أيضاً رفعَ الحظر عن تعدُّد الزوجات، لكن أحداً لم يقبل برأيه.

ملخص علوم | التعريفات المختلفة للجنس في الاديان السماوية

تختلف وجهات النظر حول الجنس بين الديانات المختلفة، بما في ذلك الإسلام والمسيحية واليهودية. وفيما يلي نظرة عامة على وجهات نظرهم:
دين الاسلام: يعتبر الجنس في الإسلام جزءًا طبيعيًا ومشروعًا من حياة الإنسان، ولكن من المفترض أن يقتصر على حدود الزواج. يُنظر إلى العلاقات الجنسية على أنها وسيلة للألفة والرفقة والإنجاب بين الزوج والزوجة. يركز الإسلام بشدة على التواضع، ويهدف النشاط الجنسي إلى أن يتم على انفراد. يعتبر الجنس قبل الزواج خطيئة في الإسلام، لأنه يتعارض مع تعاليم الحفاظ على العفة والطهارة قبل الزواج. الزنا مدان أيضًا، ويمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة في بعض الأنظمة القانونية الإسلامية.
المسيحية : يمكن أن تختلف وجهات النظر المسيحية حول الجنس بين الطوائف وتفسيرات الكتاب المقدس. بشكل عام، تعلم العديد من الطوائف المسيحية أن الجنس هو هبة من الله مخصصة لاتحاد الزوجين والإنجاب. المقصود من النشاط الجنسي أن يكون تعبيراً عن الحب والألفة والوحدة ضمن حدود الزواج. مثل الإسلام، غالبًا ما يعتبر الجنس قبل الزواج والزنا خطيئة في المسيحية. يمكن أن يختلف مستوى الصرامة فيما يتعلق بهذه القواعد بين المجموعات المسيحية. قد يكون لدى البعض تعاليم أكثر تحفظًا، بينما قد يتبنى البعض الآخر نهجًا أكثر تساهلاً.
اليهودية: في اليهودية، يُنظر إلى الجنس على أنه جانب إيجابي ومهم في الزواج. يتم التركيز بشدة على “وصية” الإنجاب، ويُنظر إلى العلاقة الزوجية الحميمة على أنها وسيلة لتحقيق هذه الوصية. يتم تشجيع العلاقات الجنسية بين الزوج والزوجة كوسيلة للتعبير عن الحب وتقوية الروابط بينهما.
بشكل عام، لا يُشجع ممارسة الجنس قبل الزواج في اليهودية، حيث يُعتقد أن العلاقات الجنسية يجب أن تتم في سياق الزواج. يعتبر الزنا انتهاكًا لإحدى الوصايا العشر وهو مدان.
من المهم أن نلاحظ أن تفسيرات التعاليم الدينية يمكن أن تختلف بشكل كبير داخل كل دين وعبر السياقات الثقافية المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون المواقف تجاه الجنس داخل هذه الديانات قد تطورت أو تغيرت بمرور الوقت بسبب تغير الأعراف الاجتماعية والمعتقدات الفردية.

بواسطة
Think With Science
المصدر
en.wikipedia.orgjournals.sagepub.comsites.nd.eduncbi.nlm.nih.gov

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Commit and stay the course Inspiration Words by Bob Proctor ملخص رواية “مئة عام من العزلة” لغابرييل غارسيا ماركيز ملخص رواية “الشمس المشرقة” لهاروكي موراكامي ملخص رواية “1984” لجورج أورويل